يسير العالم المتسارع في سباق نحو تحقيق التميز الإداري والوظيفي؛ لمواكبة المتغيرات، وتعزيز الجودة، ونشر ثقافة العمل والتعامل ومهارات وأبجديات الإدارة؛ لحوكمة وأتمتة واستدامة ما يواكب رؤية ٢٠٣٠ للجودة الإدارية والحياة الوظيفية؛ ولذلك أحببت أن نأخذكم في جولة نتعرف من خلالها على التميز الوظيفي.

فما التميز الوظيفي؟

يُعرف التميز الوظيفي بأنه: التفوق على القدرات الشخصية المتوقعة، أو التفوق على قدرات الآخرين ضمن مجال وظيفي معين من خلال التطور المهني، بشكلٍ يتجاوز معايير المنظمة وخططها الزمنية، أو المالية بصورة إيجابية، أو يتجاوز التوقعات الفردية التي يملكها الفرد تجاه أداء مهامه.

فكل موظف لديه رؤيةٌ خاصةٌ به في تحقيق التميّز في العمل؛ ليحقق أهداف منظمته، ولكي يتحقق هذا لا بد من أن يعمل الموظف، ويجتهد ويبذل أقصى طاقاته؛ لإثبات جدارته في تميزه الوظيفي أمام مرؤوسيه؛ لتحقيق الأهداف، فالإخلاص في العمل موجب لرضا الله – سبحانه وتعالى- عن العبد، وفيه فلاحُ الإنسان في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾.

ولأنّ التميز الوظيفي طموح يراود جميع الموظفين؛ سنعرض أهم أسباب تميز الموظف في العمل:

أولاً- حدّد أهدافك بوضوح.

ضع مجموعة من الأهداف الواقعية القابلة للتحقيق، ثم قم بوضع إطار زمني لإنجاز كل هذه الأهداف، واحرص على تقييم أدائك؛ حتى تتأكد من مدى نجاحك في تنفيذ هذه الأهداف.

ثانياً- المحافظة على أسرار العمل.

فكثير من الأعمال لها من الخصوصية والسرية ما يوجب الكتمان، ولا بد من الالتزام ببنود اتفاقية السرية الخاصة بالعمل.

ثالثاً- حسن التعامل.

السعي على تكوين بيئة عمل محفزة مع زملاء العمل، والتعامل الحسن مع المراجعين، وتذكر الوصية النبوية (وخالق الناس بخلقٍ حسن).

رابعاً- العمل على التطوير والابتكار المتجدد.

فالإسلام يدعو لعمارة الأرض، والإفادة من معطياتها في التقدم والعمران، قال تعالى: (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعًا).

خامساً- التحلي بمنظومة الثقافة الإيجابية.

ينبغي للموظف أن يتحلى بثقافة الشكر، وثقافة الاعتذار، وثقافة رد الجميل، وغيرها من الثقافات التي تعزز الوشائج، وتقوي الأواصر بين الأفراد.

سادساً- ثق بنفسك.

يجب أن تكون على ثقة كاملة بأنّك قادرٌ على تحقيق سمات التميز الوظيفي، وستؤهلك ثقتك بنفسك لترتقي وتتميز في عملك.

سابعاً- استمر في تعلّمك، وتطويرك المهني والتعليمي لنفسك.

لا بد من أن تُطوّر مهاراتك باستمرار بالتعلّم والاطلاع على آخر ما توصل إليه العلم.، وكذلك ينبغي للموظف الانتماء الحقيقى لمنظمته، فيشعر وكأنها ملكه وخاصته، ونجاحها أو فشلها يعود لنجاحه أو فشله، ولكونك جزءًا من منظمتك؛ يتوجب عليك الاطلاع الكامل على أهدافها، ورسالتها، ورؤيتها، واستراتيجيتها؛ لتكون جزءًا فعَّالاً في تحقيقها، بانتمائك وولائك لها.

ثامناً- وسّع علاقاتك في العمل.

اعمل على توسيع علاقاتك في العمل، من خلال المشاركة بالنشاطات واللقاءات الاجتماعية التي تنظمها منظمتك، وستصبح -من خلالها- أكثر تقرباً من منسوبي منظمتك.

تاسعاً- التحلي بالآداب العامة.

يجب أن تكون مثالاً للموظف المحترم، فمراعاتك للآداب العامة تجعلك محل إعجاب واهتمام مدرائك وزملائك في العمل.

عاشراً- التزم بسياسات وقوانين منظمتك.

لكل منظمة سياسات وقوانين تحدد آلية العمل؛ لذلك كلما التزمت بها، نجحت في تحقيق الأداء الأمثل في عملك.

الخلاصة:

لتحقيق التميز الوظيفي؛ لابد من أن تسعى باحثًا عن النجاح الوظيفي، بمعرفة وتطبيق السمات سابقة الذكر، وبما تراه مناسباً لتحقيق ذلك من خلال تميزك في عملك.

ودعوتي لكم في عشر ذي الحجة لعام 1443هـ، بأن أسأل الله أن يوفقَ الجميعَ للتميز الوظيفي، وأن يظهرَ الجميع بصورة مشرقة، وأن ينجح كل فرد منَّا في موقعه الوظيفي خدمةً لديننا، ورفعةً لوطننا نحو التقدم والازدهار، وأن يجعلَ دعواتكم مستجابة، وكل عام وانتم بخير.