أعظم غاية في حياة الإنسان هي أن يعيش حقيقته بدون خداع أو تزييف، تلك بحد ذاتها تعد شجاعة. كن شجاعا بما يكفي لتكون صادقا مع نفسك ولتخرج أجمل وأعظم ما فيها.

طوال سنوات حياتي لم أعش ولم أرتدي يوما جلباب النفاق أو المجاملة المقيتة، ولم أتصنع الود لشخص لا أحبه، ولم أتملق شخص ما لكونه يمتلك منصبا أو يملك مالا أو له سلطة ما. كنت أعامل كل من ألتقيهم بمسارات الحياة برتم واحد كلهم بنفس الأسلوب، لم أكن يوما لا متكلفة ولا كثيرة الالتفات ولا متحايلة.

كنت دائما أفصح عما أريد قوله أو عمله بكل وضوح وشفافية لأنني كنت أجد راحتي بذلك، لا يهمني من هم حولي وأيا كانوا، أقول كلمتي بشجاعة وأعمل دائما على إصلاح مالا يناسبني بعقلانية واتزان، وأتعايش مع مالا يمكنني إصلاحه. عشت وسأعيش واضحة أتلمس الجمال دائما وأبدا، باحثة عن الإيجابيات ومحاولة بث السعادة في جوانب روحي مهما كانت أيامي متوشحة بالضبابية الحياة وقساوتها.

قد يكون أسلوبي ذاك مزعجا للآخرين ويرون أنه ذنب كبير لا يغتفر، ذلك الأسلوب الذي أسير به، شفافية مفرطة ووضوح تام، تعيش بداخلي وأعيشها ولا أستطيع تغييرها أو تبديلها بأي شكل من الأشكال. لست ممن يتقلدون ويجيدون الزيف أو أن أكون شخصية مصطنعة ومتجملة.

أسوق عبارة موجزة ورائعة، أوردها الفيلسوف الفرنسي لالاند يقول فيها: “الواضح هو ما يكون ظاهرا، ويقدم نفسه بنفسه.” فعلاً، الواضح يكون ظاهرا لا خفيا، معلنا لا سريا، بيّنا لا متواريا ولا محتجبا ولا مختبئا خلف ستار، إنه كالشمس الساطعة في وضح النهار. والواضح يقدم نفسه بنفسه، فهو ليس مبهما ولا غامضا، ولا يستعصي بأي شكل من الأشكال على الفهم.

ولكن للأسف البعض لا يحبذون الوضوح والشفافية وليست في قواميسهم.

كم هو جميل أن يكون الإنسان واضحا في مبادئه صريحا في أفكاره، معبرا عن شخصيته الحقيقية في تعامله مع من حوله بدون تلون.

عندما تعيش حقيقتك فإنك تبرز ذاتك وتنتقي أن تعيش صادقا ومحبا ومتميزا، ستشعر بتفردك واختلافك. كن واضحا دائما فالشفافية هي أن يكون ما في قلبك على لسانك والشفاف من يكون وجهه ولسانه مرآة لقلبه.

وفي النهاية أطرح هذا التساؤل لكل متلون وزائف، ماذا جنيت أو ماذا ستجني من كل ذلك؟ حتما لن تجني غير نفس مهلهلة بلا قيم أو مبادىْ.