ثلاثون عاما مضت كُتب فيها الكثير عما وقع لأهلنا في الكويت حتى باتت الكتابة مكررة والبعض منها مختلق.. لكن تبقى قضية غزو العراق للكويت الصورة المخزية في حق ممن انكروا الجميل وانقلبوا على أهله.

وخلال ايام مضت تابعت بشغف الكم الهائل من المقالات التي لاتظهر الا بتاريخ الحدث إستذكارا وسردا لملف أسود بقي على جبين الأمة لن تمحوه سنوات العمر .. لااريد هنا إعادة الكتابة لإن اغلبها قد قيل.. بيد ان رسالة واتس آب كنت قد بعثتها لإبن خالتي محمد بن سعد الشمري وهو ممن عانوا لحظات الغزو وعاش تفاصيلها حتى عادت الكويت حرة آبية .

كانت الرسالة مؤلمة ويتداولها الكثير من باب الطرفة لسيدة كويتية تحكي بعفوية عن دخول الجنود العراقيين لمنزلها وتداول البعض اسلوب سردها البسيط بشكل مضحك وهو مانبهني اليه ابن الخالة العزيز لإن المؤلم هنا مايفعله البعض من الاعلامين لكسب عددا من المتابعين بإضحاكهم على حديث السيدة الكويتيه التي لمحت الى محاولة إغتصابها وهم يحاورونها بطريقة ماسخة وتهكميه .

هذا الاسلوب كأنه يقول الدعوة “غشمرة” لينهي حقبه مهمه من تاريخ أبناء وبنات الكويت الشجعان الذين دافعوا عن وطنهم بكل مايملكون والكثير منهم استشهد من اجل قضيته.

لكن اسلوب التهكم كما وصفه ابن الخالة يوحي فعلا على حد قوله الى غرس فكرة سيئة لدى الاجيال الحالية والقادمة بإن قضيتهم كانت بهذا المستوى .. أتفق مع ماذهب اليه قريبي فليس من المنطق ان نتجاهل حقبة قوية من الزمن ليركز البعض وللاسف انهم اعلاميين خليجيين على لقاء مع سيدة قد تكون “سقيمة” للدردشة عما حدث معها .

هذا الامر خطير ويحتاج ان تكون هناك جهات كويتية مسؤولة عن تحديث الوقائع وجعلها في قالب وطني لينشأ جيل يعرف ماقامت به قيادته وآباؤه من اجل ان يعيش اليوم بكرامة وعز .. لانريد جيلا ينسى ماحدث لوطنه ليتابع تفاهات بعض الاعلاميين في السنابات وبقية برامج التواصل الاجتماعي وهم يبحثون باهتمام عن قصص أغلبها غير صحيح ولكن ليزيدوا من شهرتهم في اضحاك الناس .. الكويت دولة وقيادة وشعب آبي والتهكم على بطولات ابناؤه وبناته يعد تعد على حقوقهم التي قاتلوا من أجلها.

شكرا محمد لهذا الوعي الجميل والحرص على ان تكون احداث الغزو مبنيه على وقائع ستبقى في الذاكرة لتحكي قصة الكويت التي استعادت ارضها بالقوة والاستبسال في كل محفل وعلى ارض الواقع .. نتمنى ان تتحرك وزارة الاعلام الكويتية لإعادة صياغة مايطرح عن احداث الغزو بالشكل الذي يحفز ابناء الجيل الحالي ومن بعدهم كي لايتناسوا ليلة 90/8/2 وكفى .