يتعرض كل البشر لمشاكل او مواقف صعبة في الحياة من ازمات عاطفية او ضوائق مادية او مشاكل صحية لكن استجابتهم لها تختلف من شخص لآخر، هناك من يصمد امام المحن والازمات ويتابع المسير وهناك من ينهار وتخور قواه امام اي مشكله فيعجز عن التصرف او حتى ممارسة نشاطاته اليومية وهؤلاء هم اصحاب الهشاشة النفسية .

الهشاشة النفسية هي حاله شعوريه من العجز والانهيار عند التعرض لحدث سلبي فيشعر الشخص انه أكبر من قدرته على الاحتمال فيظل حبيس لأفكاره السلبية ومشاعره المرتبكة مما يؤدي الى الانهاك النفسي والانهيار الروحي.

صاحب الهشاشة النفسية يتميز بالاتي

١. تضخيمه للالم والانغماس فيه والنظر الى اي مشكلة على انها كارثة وجودية ووصفها باشد العبارات الغير متناسبة مع طبيعة الحدث وشدته مما يزيد من حالة المعاناة والشعور بالعجز.

٢. رقه شديده وعاطفه زائده عن الحد واحتياج مستمر لدعم وطمأنة الاخرين لتعويض الضعف النفسي الذي يعانيه.

٣. احباط من كل التحديات في الحياه حتى البسيطة منها يعتبرها حالات جاده تحتاج لاجراءات استثنائية .

٤. قلق وتوتر مستمر وانفعالات زائده وبكاء لأقل سبب .

٥. ضعف تقدير للذات ولقدراته ومهاراته في الحياه.

قد تظهر الهشاشة في شكل اعراض جسديه( غصه في الصدر ، ضيق في التنفس ، زيادة ضربات القلب ،اضطراب في الامعاء ، خدر وتنميل الاطراف، ضعف القدرات الجسدية وحالة انهاك عام)

احيانا ترتبط الهشاشة بسمات الشخصية فالشخصية القلقة مثلا لديها ارتفاع في الجانب الانفعالي على حساب الجوانب الاخرى في الشخصية .

ايضا هناك عدد من الاضطرابات النفسية التي تجعل الفرد هش نفسيا كالاكتئاب والقلق الاجتماعي والمخاوف والامراض الجسدية المستعصية كالشلل والسرطان.

الهشاشة النفسية التي قد يكون وراءها عدد من الاسباب :

١. الصخب الخارجي المستمر والاحداث الكثيرة والسريعة وكثره الضغوط في الخارج تتسبب حاله من الاحتراق النفسي تجعلنا ننهار عند التعرض لاول مشكله.

٢. انتشار التواصل الافتراضي على المواقع و غياب العلاقات الاجتماعية الحقيقية والمتينة التي توسع التجربة البشرية وتنميها وتراكم الخبرات الحياتية وتوفر المشاركة الدعم المعنوي للافراد.

٣. التوهان في الحياه و التمحور حول الذات في غياب الالتزام تجاه قضايا كبرى ،اضافه الى العيش من دون رسالة او رؤية او أهداف محددة.

٤. ضعف البناء النفسي في مرحله الطفولة والاعتمادية و التدليل الزائد الذي يؤدي الى تنصل تام من تحمل اي مسؤلية في الحياه والابتعاد عن مواجهة اي مشكلة او اتخاذ قرار مهم( ارجوك احذر ان تأخذك الشفقة بأولادك فتصنع جدار عازل بينهم وبين الحياة انت بذلك سوف تؤذيهم وتورثهم ضعف نفسي يتسبب بانهيارهم عن اول مواجهه).

٥. فقدان القدرة على ضبط الحديث الداخلي السلبي مما يخلق شخصيه مهزوزة ذات حساسية مفرطة تجاه اي انتقاد من الاخرين .

كل مانتعرض له من ظروف ضاغطه سواء على مستوى الاسرة او العمل او الضغوط الاقتصادية او حتى نشرات الاخبار وماتبثة من رعب في نفوس الناس يجعلنا في حوجه الى درجه عاليه من المرونة النفسية .

لتقوية مرونتك النفسيه التي تعينك على تكيف ايجابي مع الاحداث وتزيد فاعليتك في التعافي بعد اي صدمه تتعرض لها في الحياه.

اقترح عليك :

اولا: اصنع لك رساله ورؤيه واهداف في الحياه تعينك على تخطي الصعاب والتكيف معها لتنال غاياتك.

ثانيا؛ تقبل البشر على اختلافهم وتنوعهم و تقبل التباين في درجات وعيهم يسهل عليك التعامل معهم ، لا تربط سعادة باحد فالسعاده تكمن بداخلك.

ثالثا: تخلى عن الجمود وابحث في داخلك عن نقاط قوتك ، عزز مهارتك ووظفها لخدمتك ، اضافه الى مكاشفة النفس بعيوبها ومشاكلها والتقييم النزيه لها سوف يعينك على التعامل مع النقد فلا تنهزم من نقد الاخرين او افتراضاتهم عنك

رابعا؛ وفر لنفسك دوائر دعم من الاهل والاصدقاء تبوح لهم بمشكلتك ويساعدونك في حلها وكن منفتح لتقبل المسانده .

خامسا : تغير نمط الحياة الصحي ، ممارسة الهوايات ، الانخراط في تمارين الرياضه والاتصال بالطبيعة يساهم في تنشيط العمليات الذهنيه ويحفز التفكير الايجابي

سادسا: ضبط حوارك الداخلي وخفض صوت ناقدك الداخلي سوف يرفع من درجه صمودك النفسي.

سابعا: ممارسة الامتنان بصوره يوميه ترفع وعيك بالجانب الجيد و المضيئ من حياتك وتصرف تفكيرك عن المشكلة.

ثامنا: حافظ هلى درجه من الروحانيه والاتصال بالخالق جل وعلا اتصال عميق يورثك حصانة نفسيه تجاه احداث حياتك وايقن ان تحديات الحياة من لوازم الاختبار في تجربتنا البشريه فتحلى بالعزيمة و علو الهمة .

تاسعا: تقبل ان التغير هو سنة الحياه فتقبل المتغيرات واستقبل المواقف المختلفه بانفتاح و خطط حقيقيه للمواجهه حتى لا تستسلم للانكار او الهروب.

المرونه النفسية التي تتعزز بالتفاؤل والايجابية والشغف المستمر لتجارب الحياة سوف تحسن صحتك النفسية والذهنية ، تحسن اداءك الادراكي والانفعالي ، ترفع من وعيك العاطفي وتمكنك من التحكم بمشاعرك.