التنمر ظاهرة اصبحت منتشرة مؤخرا بين الاطفال والمراهقين ، لكن من المهم ان نفرق بين التنمر والسلوكيات العدائية الاخرى ، التنمر يمتاز بتعمد الايذاء والتكرار واختلال في ميزان القوة بين المتنمر والمتنمر عليه.

اشكال التنمر :

قد يكون التنمر بدنيا (ضرب وركل واشكال من العنف) وقد يكون لفظيا ( السخرية او الاستفزاز بالسب والشتم )، او نفسيا ( التربص بالضحية وارباكه بالنظرات او اشعاره بأنه يتوهم) ، العزل الاجتماعي ايضا شكل للتنمر ، اضافة الى الاعتداءات الالكترونية والتحرش الجنسي.

لماذا يمارس الطفل التنمر :

معظم الاطفال المتنمرين قد تعرضوا هم ايضا للتنمر سابقا مما ولد عندهم هذه العدائية ، قد يكون الطفل ايضا يشعر بالاهمال والتجاهل في المنزل لذلك يسعى للفت الانظار , مشاعر الغيرة من الاصدقاء والاخوة فيمارس العنف واظهار السيطرة طلبا للقبول من الاخرين ، الشعور بالضعف والعجز فيلجأ لاثبات قوته عن طريق العنف، ملاحظته ان التنمر يحقق رغباته ويجعل منه بطلا في نظر اصدقائه عموما الطفل المتنمر يعاني فقدانا للامان العاطفي والنفسي.

ضحايا التنمر :

غالبا ما يكون الاطفال المسالمين و المختلفين عن اقرانهم( ماديا او ثقافيا) او المتميزين دراسيا او الوافدين حديثا الى المدرسة ، الاطفال الانطوائين والخجولين هم الضحايا الاكثر للتنمر .

كلا من الطفل المتنمر والطفل المتنمر عليه والطفل الذي يشهد واقعة التنمر يتأثرون سلبيا ، فالمتنمر يفقد معنى الصداقة الحقيقية ويفشل في صنع علاقات ذات جودة مع اقرانه ويزداد اضطرابه النفسي.

اما المتنمر عليه فيفقد الثقة بنفسه و ينتابه الخوف والقلق الذي يؤدي الى تغيرات كبيرة على مستوى السلوك، وقد يتأثر المستوى الدراسي للطفل .

اما الطفل الذي يحضر الاعتداء فيشعر باحساس شديد بالذنب والعجز عن المساعدة وينتابه الخوف العميق من ان يكون هو الضحية القادمة.

مواجهة التنمر :

يحب تعريف الاطفال بالتنمر واشكاله وارشادهم الى الطريقة الصحيحة للتعامل مع الاساءة.

ونصحهم بالابتعاد عن الشخصيات المتنمرة حتى لو كانت ذات شعبية ، اذا كان الطفل يتعرض للتنمر فالافضل ان يتواجد دائما في اماكن بها رقابة من الكبار وتعليمه على طلب المساعدة ،
بجب تعريف الطفل بطرق الدفاع عن النفس والبقاء في امان ( في حال كان طفلك يتعرض للتنمر انصحك بتعليمه اي نوع من الرياضات الدفاعيه للتقليل الخوف ورفع ثقته بنفسه) اضافة الى تعويد الاطفال على الصراحة والبوح بما يحصل للوالدين والمعلمين في المدرسة.

لابد من ان تمارس المدارس والمؤسسات التعليمية دورها المحوري في توعية الاطفال وتشديد الرقابة وتقديم طرق للدعم النفسي للاطفال سواء المتنمرين او المتنمر عليهم فكلهم ضحايا لجهل الاهل والمعلمين بالاحتياجات النفسية والعاطفية للاطفال .

افضل الطرق لو قف الاعتداءات هي ان يواجه تصرف المتنمر بالاستنكار من جموع الطلاب انفسهم بذلك يفقد المتنمر تلك الشعبية والقبول الذي يدفعه لهذا النوع من الممارسات الخاطئة.

بجب الانتباه ان حوادث التنمر تختلف في شدتها في حال كانت الاساءة شديدة قد يخلف صدمات النفسية ، يحتاج بعدها الطفل لنوع من التأهيل النفسي للتغلب على اثر الصدمات.