إن طبيعية الإنسان تحمله على القيام بما يراه مناسبا صحيحا، وبطبيعة الحال لابد أن تكون هناك أخطاء غير متعمدة، وهذا من الأمور البديهية عند كافة أطياف المجتمعات، ولكن إن يتعمد الإنسان الخطأ فذلك خلاف طبيعتنا، وهنا لا أتحدث عن الأخطاء التي يتعمدها الإنسان لأغراض تعليمية أو تنبيهيه أو ماشابهها، وإنما أتحدث عن أن يتعمد الإنسان الخطأ لتزييف واقع لغرض شخصي بحت (مهما يكن هذا الغرض) قد يراه من يستعمل هذا الأسلوب أنها مفيدة له لتحقيق أهدافه، ولكنها في حقيقة الأمر تدل على أن هذا الشخص يعاني من بعض العقد والتي يرغب في التخلص منها عن طريق افتعال بعض الأخطاء المتعمدة، وليس لزاما أن تكون هذه الأخطاء أفعال فالأقوال ليست بأقل أهمية منها، بل ربما تتجاوز الأقوال الأفعال أحيانا، وكل له تأثيره الذي يحققه، ومفتعلو الأخطاء بشكل متعمد لا يلبثون أن تتكشف حقيقتهم في وقت وجيز، وهنا تكمن المصيبة أنهم يحاولون التغطية على ذلك بأخطاء جديدة، فكن حذرا أن تنزلق في الأخطاء المتعمدة.