مساحات الحياة

هناك الكثير من الأمور التي تعلمناها من الحياة وأفادتنا كثيرا في رحلتنا، ولكن ليس بالضرورة أن نطبق كل ما تعلمناه بحذافيره، المهم هو الأساسيات مثل المعرفة، الدين، الخلق الحسن.

بهذه الأساسيات نستطيع أن نعيش بثقافتنا نحن ونصنع حياة متكاملة من كل جوانبها من وجهة نظرنا نحن فقط، ولكن قد يغيب أحيانا عن بعض الأشخاص ترك مساحة أو مجال للآخرين أن يضيفوا شيئا من إبداعاتهم أو من ثقافتهم، نراهم يطالبون الآخرين أن يطبقوا ما تعلموه فقط بدون زيادة ولا نقصان.

لذلك كثير منا يتحجم دورهم بالحياة وبالتالي لن يكون لهم بصمة ولا أثر يذكر، وسيظلون واقفون في أماكنهم فترات طويلة بدون تطوير ولا تحديث لتلك الإبداعات المكنونة بدواخلهم وذلك كله بسبب أنهم يقومون بتنفيذ المطلوب منهم فقط لاغير، ولأن المساحة الممنوحة لهم جدا ضئيلة ولا يسمح بتجاوزها.

وأيضا ليس لديهم حرية مطلقة في تفكيرهم الإبداعي أو أن يقدموا شيئا بطريقة مختلفة، لذلك قد يصبح الكثير منا اشبه بالقالب وبالتالي تقتل كل مساحات الإبداع لديهم.

فليس بالضرورة إذا علمتني بناء منزلا أن أبني نفس المنزل الذي علمتني يوما أساسياته.

لذلك من المهم جدا أن نؤمن بقناعاتنا الراسخة، إذا لم تجد من يعطونك المساحة الكافية لتعبر عن نفسك وتبدع وترتقي بما تقوم به تجاوز كل هؤلاء الأشخاص فأنت لست بحاجة إليهم، أنت كيان لديك أهداف وأحلام مرسومة أنت قد تكون قصة لم تقرأ سطورا مثلها من قبل.

فقط أعط لمشوارك تميزا وأضف إلى نفسك أشياء من صُنعك كن مختلفا وكن ممن يبحث عن الإبداع فيما يعمل في الحياة دائما وأبدا.