أحمد جميل ميمون عبد الهادي مدني هو لاعب كرة قدم مُعتزل ومن أشهر من لعب في مركز قلب الدفاع في الكرة السعودية وهو كابتن نادي الاتحاد بجدة والمنتخب السعودي سابقا والذي وُلِدَ في مدينة جدة بحي النزلة الشهير بالمواهب الكروية التي خدمت المنتخب السعودي، ومن مواليد الرابع من يناير عام 1968م.

وكانت بداية مشواره الكروي مع فريق التسامي بالحي ثم التحق بنادي الاتحاد عام 1399هـ بتوصية من المدرب عبدالله صالح “رحمه الله” وتدَرَّجَ في أشبال النادي ثم درجة الشباب ثم تم اختياره للفريق الأول في زمن عمالقة الدفاع صلاح عياد وحامد صبحي كلاعب احتياطي ورغم ذلك استطاع أن يفرض نفسه على خارطة الفريق الأول ليس فقط كلاعب أساسي بل كقائد مميز يجيد فن القيادة بعطائه الكبير وحماسه وصلابته وفدائيته وجرأته وتضحياته وسرعة انقضاضه على الكرة في التوقيت المناسب وارتقائه العالي المميز وإجادته لضربات الرأس وتَصَدِّيه للكرات العرضية ببراعة والتي كان لها الأثر الكبير على زملائه اللاعبين في رفع معنوياتهم وروحهم القتالية حتى أصبح قائدا مُحنكاً وبارزاً على مستوى الكرة السعودية، وتم اختياره للمنتخب السعودي في عام 1986م لبطولة كأس الخليج الثامنة في البحرين، ولُقِّبَ الكابتن أحمد بـ ” السد العالي ” وهناك من أطلق عليه لقب أفضل قائد في تاريخ العميد بسبب المهارات القيادية العالية التي كان يتمتع بها هذا النجم الكبير.

إنجازات الكابتن أحمد جميل مع نادي الاتحاد :-

لَعِبَ الكابتن أحمد لنادي الاتحاد من عام 1983 إلى عام 2000م وحقق مع الاتحاد بطولة كأس الملك لعام 1408هـ وبطولتين لكأس ولي العهد عام 1411-1417هـ، وكأس دوري خادم الحرمين الشريفين أعوام 1417-1419-1420هـ، وكأس الاتحاد (كأس الأمير فيصل بن فهد) أعوام 1406-1417-1419هـ، وكأس الأندية الخليجية أبطال الدوري عام 1419هـ وكأس الأندية الآسيوية أبطال الكؤوس عام 1419هـ.

كما كان للكابتن أحمد جميل دور قيادي كبير ومؤثر في تحقيق الثلاثية التاريخية للاتحاد عام 1996/1997م وهي (الدوري السعودي – كأس ولي العهد – كأس الاتحاد السعودي) وإنجاز الرباعية التاريخية الشهيرة عام 1999م وهي (الدوري السعودي – وكأس الأمير فيصل بن فهد – وبطولة الأندية الخليجية – وبطولة الأندية الآسيوية).

إنجازات الكابتن أحمد جميل مع المنتخب السعودي :-

مثل الكابتن أحمد جميل المنتخب الوطني من عام 1986إلى عام 1998م وكان لاعبا أساسياً فيه وساهم في تأهل المنتخب السعودي لكأس العالم عام 1994م في الولايات المتحدة الأمريكية حيث كان صاحب الهدف الشهير في التصفيات الذي تم تسجيله في الدقيقة الأخيرة من المباراة بضربة رأس في شباك المنتخب الكوري والذي أهَّلَ المنتخب لهذه النهائيات، ثم ساهم أيضا في التأهل لدور الستة عشر كأفضل إنجاز للمنتخب السعودي على المستوى الخليجي والآسيوي في كأس العالم 1994م، وأستطاع الحصول مع المنتخب على كأس الخليج عام 1994م وكأس آسيا لعام 1988م ثم كأس آسيا لعام 1996م والتأهل لنهائيات كأس العالم بفرنسا عام 1998م، وكان له شرف المشاركة مع نجوم منتخب العالم وهو اللاعب العربي الوحيد الذي شارك في مدينة جنوة أو (جنوا) الإيطالية لصالح مرضى السرطان في عام 1996م وهي من المشاركات الخيرية البارزة لهذا النجم الكبير.

اعتزال سَدَّ الكرة السعودية العالي أحمد جميل :-

ورغم أن الكابتن أحمد كان يُفكر في الاعتزال قبل الإصابة إلا أن الإصابة القوية التي تعرض لها في مباراة الوحدة يوم 25 ذي الحجة عام 1420هـ جعلته يُعجِّل من قرار اعتزاله والاكتفاء بتاريخه المرصع بالإنجازات الذهبية على المستوى المحلي والدولي وَوَدَّع الكابتن أحمد جميل معشوقته كرة القدم في 25 مارس 2011 بحفل اعتزال مميز على ملعب الأمير عبدالله الفيصل بين نادي الاتحاد المُطَعَّمْ بنجوم الدوري السعودي والنجوم العرب وبعض المحترفين السابقين للاتحاد مثل بهجا وكماتشو والفونسوا الذين رافقوه في فترة من فترات مسيرته الكروية، وكان ذلك أمام نادي طرابزون التركي والذي انتهى بفوز اتحادي رائع بنتيجة 3/1 ومباراة أمتعت الجماهير السعودية والخليجية والعربية، وشهد الاحتفال عدة عروض لليزر والأضواء الجميلة وكان وداعه للملاعب مؤثرا في نفوس محبيه خاصة، والجمهور السعودي عامة في الدقيقة الثالثة عشر من زمن المباراة وحَلَّ بديلا عنه في مباراة الاعتزال رفيق دربه محمد الخليوي (رحمه الله).

وأما رسالتي من هذا المقال فهي موجهه إلى وزارة الرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم، خاصة وأننا نعاني في الفترات الأخيرة من نقص حاد في اللاعبين السعوديين المميزين في مراكز الدفاع وأصبحت الأندية تعتمد اعتماد شبه كُلي على المحترفين الأجانب مما يقلل أولا من فرص ظهور لاعبين سعوديين في هذه المراكز المهمة للأندية والمنتخبات، وثانيا لماذا لا يتم الاستفادة من هذه الكفاءات والخبرات الكروية بإعدادهم كمدربين أو مساعدين متخصصين لتدريب الفئات السنية في المراكز الدفاعية في الأندية، أو مشرفين أو إداريين للمساهمة في بناء جيل كروي مُشَبَّعْ بالخبرات الدفاعية والقيادية لهؤلاء النجوم الذين خدموا أنديتهم ومنتخباتهم الوطنية ولديهم القدرة على تقديم عصارة خبراتهم الطويلة للقطاعات السنية والأجيال الكروية القادمة.

وأختم ببيت شعر من كلماتي المتواضعة والذي أهديه شخصيا لهذا النجم الذي خدم ناديه ووطنه بكل إخلاص:

جَمِيلٌ في الاسْمِ وَفي الخُلُقِ جَمِيلٌ .. وَسَيَبْقَى ذِكْرُكَ دَائِماً فِينَا جَمِيلٌ .