من واجب المواطن نحو وطنه هو العمل على انتشار المحبة بين أفراد المجتمع، والسعي لتوفير سُبُل حبَّ الخير بيننا، كما قال نبينا محمد (صَلَّى الله عليه وسلم) : «لا يؤمنُ أحدُكم حتَّى يحبَّ لأخيهِ مَا يحبُّ لنفسِهِ».

كُلُّنَا نُحبّ الوطنَ ونشاركُ جاهدين من الجانب الوطني أن نشاركَ في تحقيقِ جودة الحياة، وترسية تطلعات القيادة، وتأكيد متطلبات الاستقرار.

كلُّ ساكني الرياض يعانون زحمةَ الطرق، ويتضجَّرونَ ويصبُّونَ كُلَّ العتب واللوم على الجهات الحكومية سواء وزارة النقل لضيق الطرق، أو إدارة المرور لسوء التنظيم المرور كالإشارات، أو التقاطعات أو أمانة الرياض لسوء رصف الطرق، أو الحفريات أو المشاريع غير المؤقتة بزمن مناسب لتنفيذها أو آثار السيول.

فكلُّ ذلك التضجر والعتب لن يغير ولا يفيد غير زيادة التأثير السلبي على الرأي العام.

فإن لم نسعى لإيجاد حلول خاصة (شخصية)، وحلول عامة لن نتغلب على ازدحام الرياض وغيرها من المدن ، ولن تكون لنا بصمة حلول لهذا الوطن الغالي.

وقد قامت وزارة الداخلية مُمثلة بالإدارة العامة للمرور بعمل ورشة بعنوان «الكثافة المرورية والحلول التشغيلية المقترحة» لمناقشة تحديات الكثافة المرورية على شبكات الطرق في مدينة الرياض وتقديم الحلول، كما أنَّ هناك مسابقة (تحدي النقل) قدمتها وزارة النقل والخدمات اللوجستية من ضمن المسابقة التي تجمع المبتكرين وروَّاد الأعمال، وتَبَنِّي الأفكار لتطوير خدماتها، كلُّ ذلك وأكثر للبحث عمَّا يَصُبُّ في مصلحة الوطن وراحة المواطن.

هناك حلول تتنوع كلٍّ حسب اختصاصه، وبجهدي المتواضع أضع بين أيديكم شيئاً من ذلك.

 سأبدأ بالحلول الشخصية:

١. ليكن خروجك للعمل بوقتٍ كافٍ.

٢.استخدم الطرق البديلة لخروجك للعمل أو التَّنَزُّه أو الأعمال الخاصة.

٣.لا تستخدم أكثرَ من سيارة لخروجك (كالزوج بسيارة، والزوجة بسيارة، والأبناء بسيارة)

٤. طلاب الجامعة لهم دوراً مؤثر على ذلك فحاول قدر المستطاع أن يكون وقت محاضراتك الجامعية مخالفًا لأوقات الذروة وألا يكون وقت ذهاب وأياب الموظفين لأعمالهم.

٥.أوقات التسوق اجعلها خارج أوقات الذروة.

أمَّا الحلول العامة المشتركة:

١. تفعيل الإشارات الذكية.

٢.التوسع في عرض الشوارع والتقليل من مساحة الجزيرة الوسطية.

٣. تفعيل النقل العام وإلزام بعض الجهات كالقطاع الخاص استخدام الحافلات لنقل منسوبيها.

٤.منع دخول الشاحنات والمعدات أوقات الذروة.

٥.استخدام التردد المروري لفك الزحام.

٦.تفعيل العمل عن بُعد للقطاع العام والخاص.

خُلاصة القول: لا نتضجر وإنما نعمل وفق الواقع، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «اغتنم خمسًا قبل خمس: وذكر منها فراغك قبل شغلك» فلنجعل من زحمة الرياض استغلال مثالي لذاتنا كالإكثار من ذكر الله بالاستغفار والتهليل، والاستماع للمقاطع الصوتية التي تسمو من ثقافتنا الشخصية والمهنية، للتواصل هاتفيًّا (باستخدام ما يتوافق مع الأنظمة المرورية) مع الأرحام والأصدقاء وإنجاز العمل، إنجاز المتطلبات في مشوارٍ واحدٍ.