يقول الله تعالى ( وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً) يغلفها الود والخوف والعطف والحرص والتعاون والتكامل الأسري والاجتماعي إنها الأسر الثابتة في بناء الحياة للأجيال .

إن الزواج قديمًا هو الستر والغطاء والكتمان والإسرار هو الأسرة المتآلفة القوية التي تدور كلماتها همسًا بين الكبار ويكون الجواب بعد مشورة ردًا حازمًا لا جدال فيه ، مهر قليل وأفراح بسيطة، الكل يحتفل الكبير والصغير والنساء والأطفال وليس فيها الفخر والكمال والزينة عندما كانت الكماليات في رحم الحضارة خلف المحيطات .

إنها البساطة تدق نواقيسها بهجة في النفوس باكتمال الدين ونضوج رجولة الرجل إنها الأفراح تكاد تكون طقوسها متشابهة ومتقاربة في عاداتها وتقاليدها عندما كانت الحياة بريئة في الطرقات الغير معبدة بالحضارة وداخل البيوت الشعبية الفسيحة في فضاء الكون، كانت الخطبة كلمات مشفرة بين الآباء والأمهات عندما تكون العروس فتية في قمة نضوجها وتحملها المهام مع أمها داخل البيت

كانوا لا يخبروها بشيء حتى يكتمل السؤال عن هذا العريس وأهله وقبيلته إن كان من خارج الديار، وكان المسجد مكان السؤال والصلاة هي معيار الثبات في القبول، والمهر ما جرت عليه العادة لا يتجاوز آلافًا من الريالات ويتم العقد بين الأبوين وإخوان العروس و العريس وعدد قليل ممن يحفظون الود حتى يكون الستر غطاء يغلف الزواج براحة الاطمئنان والتوفيق وتبدأ البشارات تطلق أهاجيزها في الصباح وتنهال على الجيران الأخبار والفواكه والحلويات يقوم بتوزيعها إخوان العروس الصغار .

ويكون الدعا لها بالستر والتوفيق ويبدأ العريس بتجهيز مستلزمات الزواج من الأقمشة وغيرها من دكاكين العطارة ويكون الفرح في نهاية الأسبوع يوم خميس أو جمعة.

يطلبون البركة في أيامها ولياليها وتجهز العروس من موجودات الزينة البسيطة وهي في قمة أناقتها وجمالها الرباني الذي لا يضاف إليه أي شيء من فلاتر العصر الوهمية ومكياج الماركات العالمية وتزف داخل الدار وقد توشحت بخمار فوق رأسها وبجانبها وصيفة في مثل جمالها وبدأ الزفاف والرقص من بعد العشاء حتى نصف الليل والرجال في ميدان السيف والعرضة.

وفي اليوم الثاني أو في نفس اليوم يولم أبو العروس وليمة لضيوفه وجيرانه وأهل قريته ويذهب كلٌ في حال سبيله ، إنها البركة والبساطة والدعاء والتربية حتى تكون البيوت آمنة مطمئنة الأم تعطي دروسها بمداد حبر الحياة الحازم الجازم لابنتها فيها الكتمان والصبر والإخلاص في بيتك من طاعة ومودة ورحمة لزوجك، أنتِ زوجته وأمه وأخته .

وهو كذلك قد أُملي في أذنيه من أبيه وأبوها أن يكون رجلا ًفهذه الكلمة فيها ألف معنى .

انتهى كل شيء لا قروض ولا ضرار وأخذ الزوج عروسته وذهب إلى حيث أراد الله له أن يطير بها ولا يعود إلا ولديه طفلاً وطفلين .

لقد كان الرجل تثيره الغيرة على أهله وبنات عمه وبنات خاله وأهل قريته يتأجج غيرة وقوة ورجولة حتى اسم أمه يراه جزء من حشمتها لا يقوله واسم أخته عار إذا أحد نطق به وكان إذا تزوجت أخته يوقف حارسًا في باب الدار من الدخلاء وكان لا يعزم أصدقاءه على زواج أخته إلا ما ندر فهذا يراه نقص في رجولته هي عادات وتقاليد قد يتقبلها البعض وينكرها آخرون ولكنها كانت شيمة الرجولة يتطلبها ذاك الزمان حتى تعطي انطباعًا لكل عريس أن هناك خطوطًا حمراء يجب الحفاظ عليها وأن لا يتجاوزها كرامة وعزوة في أهلها وأسرتها .

وأما الآن وما أدراك ماهي طقوس الأفراح التي يجتمع فيها القاصي والداني على شرف الملكة أو الزفاف.

وتبدأ الولائم والمعازيم والتكاليف والنساء عالم آخر من طلبات التصوير والعرض في التواصل الفاضحة للستر من سنابات وتيك توك وغيرها ومعازف وغناء ومغنيات واستحداث الموضات الجديده في عالم الزفاف وأنواع المكياج والتسريحات والألبسة والتبذير والاسراف.

وبعد إتمام الزواج بأشهر معدوده إلا وهناك نداء وهبوط اضطراري لهذي العروس وهذا العريس هناك خلل في محركات الحياة ونفاذ وقود الصبر فيهما ، وأصبحت الأسر في عراك وتعب وأذى من عدم توافق العروسين هي تقول وهو يقول، ونحن نسأل الله الستر والعافية.

وأصبح الطلاق في بعض الحالات مخرجًا سريعًا للجهلاء وإطفاء نار الوهم التي يشيب منها الرأس تعبًا ويشيب الخجل حسرة وندم .

وإن عدت إلى حياتهم هناك بعدًا عن الله و الشيطان حاضرًا من أول يوم يمتطي ظهرهم شرقًا وغربًا .

همسٌ وأنين أيها الأنيق عليك أن تبتسم حتى تظهر ثناياك لقد كثرت محلات الكافيهات وزاد المزاج قليلاً في كيف النساء، لقد جعلت لها قرينان في الحياة أنت وقرين آخر في المزاج لا يروق إلا مع صديقاتها.