ركب الجميع قطار العودة إلى مساكنهم إنها الأكواخ التي بين أخشابها مدافن الحزن والالم والفرح والسرور والحياة والبقاء فعندما تنكسر زجاجة الزيتون ويذبل فتيل النور فيها وفي ناقوسها ورود اليقظة المتناثرة على شواطىء الخيال وينطفئ وهجها، يبقى بصيص الأمل على الشفاة محمرا في عروق الوسن وتموج الابتسامة في سفوح الأحلام فتكون الأحداث حلمها يقظة أن كل شيء ينتهي عندما لا تصل إلى مبتغاك وتبدا الصدمات إفاقة من عمق عميق في عنق المعاناة.

إنها الحياة تتشكل معالم أنهارها جداول في أزقة الأمل هكذا كان وقع الحادث الشهير أمام طموح العائلة.

بات السكون صامت على كراسي القطار وعاد الجميع إلى أريافهم البسيطة ولم يتبق لهم سوى طب التجارب في نمط العيش.

إن عالم الطب بحار عقاقير يتفنن الاطباء في وصف جرعات الدواء.

لقد بنى الفريد اديسون في نفوسهم السطوع الذي يعيد الانعكاس بين الجفون حتى تكون العيون مضيئة بجمال فطرتها باسمة في سماء الكون وأفراح الحياة ، كانت آلام هايدي تعد الزمن وتمني النفس بخيال واستبشار الأمل في حياتها أن ترى ابنها مبصرا وشيدت أبراج الجليد التي ذابت من حرارة الأنباء عن الحادث ، إنهم الأبناء فلذات الأكباد يستنسخها الله من الشعور والإحساس والحب والفداء والتعب والألم وكل المكونات التي هي موصولة غيبا في تفاصيل حياتنا ، يهرم الانسان ومازال أطفاله أطفالا يركضون في حياته لا يشيبهم الزمن
و يمسح الحنان والعطف بكفيه فوق رؤوسهم واحدا بعد الآخر .

والجدة إيلين عالم آخر على كرسيها تنظر في مرآة صغيرة تخرجها مرارا من شنطة الحلوى كأنها تعاتب الزمن على هذه التجاعيد وتبرز ابتساماتها لكي تستعيد وهج الحياة تتراقص مع النغمات لديها شعور غريب كأن نظرات سائق القطار أعاد حيوية في نفسها ونبش ذكريات الحياة مع جاك ، إنها مواقف تعيد ترميم الأشياء داخل النفوس بنظرات عابرة أو ابتسامة براقة من معجب أو جمل لطيفه يكون الثناء في تفاصيلها إحساس راق ينمو فيه الشعور بجمال الحياة وحبها ، عندما يبلغ العمر سنينه تكون الحياة صغيرة لا تحتمل العناء. عيش اللحظة ودع المرح يتراقص كيفما يشاء بفطرته ومتى ما شاء لقد حررته السنين من قيوده وعاداته وتقاليده العاجزة التي يكون الوقار فيها شيخا هزيلا لا يرى سوى الأرواح الصافيه ، فالناس والعتاب قد رحلوا عن هذا الوقار دعه يبتسم للحياة بمقدار البساطة التي تدخله في مراقص السعاده.

وجون يكتب الغزل في سواد عيون كاثي لقد أصبح أبا.
رتب قميصه وشد ربطة عنقه وطبع قبلة في شفاهها انحنت لها الأهداب حبا ولطفا وعيناها تدمع ، فرحا ممزوجا بألما من خوف الولادة ومابين النغمات تهمس في أذن الجدة إيلين كيف كان شعورك عندما ولدت جون ، تزمجر الجدة بان هذا السؤال ليس الآن ، وتنظر إلى جون كان الألم شديدا لقد عانت في ولادته ثلاثة أيام لأنه يحمل فوق كتفيه رأسا كبيرا ولكنها اكتفت بالإجابة بهذه النظرات وهي منغمسة في نغمات الفن تموج براسها .
وهايدي شاردة طريدة بين الذكريات حزناً على وليم ورأفة بابنها هنري ولكن أسرتها الصغيرة هي عونها في هذه الحياه .
إنها مشاعر مرهفة داخل الإنسان البشري تدنو منه المشاعر بدموع غزيرة عندما تقف الإنسانية بإحساسها احتراما وحبا وشعورا أمام هؤلاء الأطفال الأيتام إنه اليتم الذي تكون عبراته مذبذبة بأنينها في مخرجات الحروف هي إرادة تكوينه جعلت اللطف يتخلل قلب هذا الكيان البشري مهما كانت صلابته وقوته حتى ينال اليتيم كامل الشعور وقوة الإرادة في داخله عندما يجد قبوله بين الآخرين حبا وعطفا وإنسانية ، إنها الأرواح تتقارب حتى تصفو الإنسانية بفطرتها.

وفي المقعدين الجانبيين كاي وزوجها لقد كانت تجمعهما الأماني نحو الأمل لهذا الطبيب إنها عائلة جميلة جعلت الألفة حياتهم تاجا يضيء نوره في قلوبهم أحدهما يرى الحياة والآخر يرى الحب والحياة ،بدأ القطار يطلق دوي صافرته بوصوله إلى محطة الريف .

نزلت العائلة والجدة كاثي أخذت أغراضها وهمت بالنزول طاحت مرآتها بين المقاعد كانها ارادت ان تبقي ابتساماتها في القطار حتى يراها الاخرون ،

عندما وقف الجميع خارج القطار يبدو هناك وداع بين حروفه عبارات لا تنطقها الشفاة كان عناق بين كاي وهايدي ، كلتاهما تقرأ الألم ، هايدي ترى لوحات فيها الوان الصبر فناً في حياة كاي ، وكاي ترى لوحات الأمومة الوانها مزيج في تفاصيلها دموع حمراء في برواز ساحب من الألم همست هايدي لابد من لقاء آخر هزت كاي برأسها وفي محياها إبتسامة جميلة تخط الصفاء ان العمى بصيرة وشعاع في نبض القلوب لابد من التعايش مع هنري بظلام عينيه فطرة منذ الولادة ، لوحت كاي للعائلة بعد أن تبادلا العناوين ووعدتهم بالزيارة عندما يحين الوقت ،استأجر جون عربة صغيرة تكفي للعائلة توصلهم إلى اكواخهم .

دخلت هايدي إلى غرفتها وضعت هنري في سريره وتلمست عقدها ووضعته في صندوقه الذي لازالت بقايا العطر تفوح منه دمعت العيون بدون إنذار لم يتبق من الحرفين سوى اسمها ، والاسم الآخر قد غطاه التراب ابتسمت بمرارة الحب الغائب حفاظا على هذا العقد الجميل ، أخرجت خزانة صغيرة وضعت فيه عنوان كاي وزوجها ، كان الكلب الصغير على غير عادته حزينا في عينيه دموع منهمرة لقد تركوه وحيدا ، أخذته إيلين مسحت عليه كأنه يعاني من شيء ،

قدمت اليه وجبته المفضلة احضرتها من المدينة قليلا من حبات السمك المفلفل الذي يجعل له زئير صامت وحركة دؤوبة . سكن الجميع وهناك صور موسيقى خافت في كوخ جون وزوجته كان الاطمئنان على الجنين جيدا و موعد الولادة لم يتبق منه سوى أسابيع وكاثي لديها اضطراب وخوف ولكنه أمل يجعل قناديل النور تخلط البكاء بالفرح هناك حفيد آخر قادم مع هنري .

الى ،،، يرقة أخرى في ريف الاعمى الذي يحلم أن يرى السماء .

ابتسم ايها الانيق هكذا نعيش في الحياه .