شعور دافئ يبني اوتارا مرهفة الإحساس ويعزف أنغامها أحساسيس دامية داخل النفس سِجالا يتناغم عزفه لهفة وشوقا وغراما يضعك في الوجود كيانا ويضيعك في الهيام جنونا.

وقال المجنون :-

وَأَجهَشتُ لِلتوبادِ حينَ رَأَيتُهُ .. وَهَلَّلَ لِلرَحمَنِ حينَ رَآني
وَأَذرَيتُ دَمعَ العَينِ لَمّا رَأَيتُهُ .. وَنادى بِأَعلى صَوتِهِ وَدَعاني

إن سهام العشق تنطلق نظرات صوب الفؤاد لتجعلك طفلا ترضع من ثدي الغرام لذة وحلاوة حتى تعرج بك النفس نحو الخيال .

هي ثورة إما نزوة شيطانيًة توقعك في غرام اللذة وتموت كمدا وأنت بين الأحياء عليل يخالجك الخوف حفاظا على الكبرياء والكرامة وفي الهمس حروف لها دبيب في اللسان مثل دبيب النمل لا تجرؤ على البوح بها هربا من اللوم.

وإما هواء نقي صفي أصابتك سهامه على غفلة من الروح فكان الإعجاب في سريرة يبني النسيج خيوطا محكما غزلها .

هي الحياة أيها الأنيق مفاتن وفتن يتوقد جمر غضاها نارا تضيء عتمة الليل عندما يبحر بك الخيال بأنفاسه عشقا وغراما تائها في تفاصيلها المرهفة الحس والإحساس لتجرفك الأشرعة في بحار غرامها بأهاجيز تتمايل النفس فناً وتتراقص الأحاسيس طربا امتشق قواما واستقامة كالخيزران وهي تمتطي الكبرياء بنرجسية خيالية إنه جمالها الفطري تنمو يرقاته فراشات ناعمة عمياء على الأزهار وتنثر الابتسامات غزلا لكي يرتشف النسيم من عبق أزهارها وترسل النظرات لتسقي بغرورها رحيق الود بردا في بحار عيونها ، والحنان ينساب نعومة بهدوء الخرير في ظلام الليل بين الأضلاع ويصقل الود حروفه جمالا من ألوان الحرير ليموج الدلع والجمال احمرارا في شواطىء الغروب مازال السحر في عقده لم يبرأ من التميمية.

إنها نواصي الحب معلقة قناديلها في القلوب حتى يتوه البصر أعمى فاقد البصيرة في أوصافها .

لقد تاه كل شيء وبقيت الذكرى تصافحني كل مساء ترثي نديمها كأن الهوى يلقي بنا في أضرحة ممددين على سور الغرام مقيدين بأغلال وسلاسل وآلام .

إنه طيف الذكرى عابر في سمائها هي لحظات تصيبك على غفلة وتكون ذكراها بصيصا يقود العمى على عصاة التعب .

هناك خواطر وأسئلة تدونها الأيام بصمت في دفاتر الأمنيات وتتوالى إجاباتها بعد الرحيل .

هناك ندم يصافحك بغموض عابس ويثير الفضول سؤاله لكي تعيد الماضي وتقرا التفاصيل ؟

لماذا لا نكتفي بالتلويح للذكرى من بعيد ؟

لماذا الأقدار توقعنا في شباك الغرام ويكون الحرمان حرمان من تشييع الجنازة.

إنه الهروب الاعمى الذي لا تبدو عليه آثار الرحيل .

إنه الحب لا تترجم معانيه إلا في قاموس الشعور .

غالبا يذهب الجفاء ويبقى الوفاء.

ويختم الملوح سؤاله :-

فَقُلتُ لَهُ أَينَ الَّذينَ عَهِدتُهُم .. حَوالَيكَ في خِصبٍ وَطيبِ زَمانِ
فَقالَ مَضَوا وَاِستودَعوني بِلادَهُم .. وَمَن ذا الَّذي يَبقى مَعَ الحَدَثانِ

ابتسم أيها الأنيق هكذا نعيش في الحياة.