لعلنا نبدأ حديثنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ”وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم”

أن الأحاديث أحيانا تأخذنا إلى منحنيات مختلفة بحسب الحال والمقام وإن أكثرنا يعلم علم اليقين أن لكل مقام مقال، ولكن أحيانا هذا المقال يكون فيه شر على صاحبه باختلاف أنواعه، وأن الكلام أحيانا يكون آفة على صاحبه ونقمة ويعود عليه بالويلات والمعسرات، فلك أن تتخيل أن أحدهم بكلمة خسر ناقته! فقد جاء في الحديث عن ناقة لُعنت “دعوها فإنها ملعونة” فانظر إلى عظيم ما ارتكب صاحب الناقة بسبب لفظ أطلقه لم يستغرق منه وقتا!

فكيف بغير ذلك من ألفاظ نطلقها أو أحكام نصدرها؟

وإن في الأمثال:

“إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب”

فأحيانا تنطق بما تندم عليه، وإن الندم على سكوتك أهون من الندم على تحدثك، وعلى الإنسان أن يتخير ألفاظه بعناية فائقة ودقة، فإنك قد تخسر الكثير بسبب لسانك لذلك من الأمثال أيضا: “لسانك حصانك إن صنته صانك وإن خنته خانك” فانظر كيف جعل اللسان في منزلة الصون أو الخيانة.

ويقول الشاعر بيّن الوسمي:

لقيت بالصمت رفعة وبالتخطي سمو .. ولقيت بالوقت درس وبالأوادم عبر.