كلمة متقاعد فُسّرت بأوجه مختلفة ، أطرفها من قال: أنها مكونة من كلمتين : (مُت وأنت قاعد) ، ومن هُنا كان شعور الرّعب الذي يُصاحب هذه الكلمة ، وخاصة لمن استوفى سنوات خدمته المهنيّة المجتمعيّة ، وأدى رسالته الأُسرية ، وشارف على دخول الستين عاماً ، تعادلها نظرة الإشفاق ممن يحيطون حوله وكأنهُ وصل لمرحلة ما قبل الموت ، ولسان حالهم يقول: إذْ لا حياة لك بعدها ، فأنت مُصنّف في خانة العبء الكبير على أسرتك ومن يحيطون بك..

بينما في الطرف المُغاير نظرة الاستنكار والاستهجان لمن أراد الإقدام على خطوة التقاعد المُبكر ، وكأن الجميع يصدرون حكم الإعدام على طور حياتك ، ناهيك عن التشكيك والهمس واللمز فيمن يبدي رغبةً في دخول التقاعد المُبكر ، هل هو في كامل قواه العقلية ليقرر هذا القرار المصيري..؟!

وهل هو على درجة كبيرة من الجُرأة في اتخاذ مثل هذا القرار..؟!
وهل قام بحسبته المادية وحجم المبلغ المستقطع منه بعد التقاعد..؟!
هل هو خالٍ من المسؤوليات المادية ، ولديه دخل إضافي ؛ ليقدم على هذا القرار..؟!
وهل وضع له خُطة ليقتل وقت الفراغ الكبير ويقطع ملل مرحلة التقاعد..؟!
وهل شارك أفراد أسرته هذا القرار ؟
وما رد فعل كل فرد منهم..؟!
وهل وهل وهل ..؟!

كأن قرار التقاعد المُبكر قرار جماعي يجب أن يتشارك فيه الجميع ، وليس قراراً فردياً ذاتياً للشخص ، قائماً على احتياجات وقدرات وطاقات الفرد وقابليته من عدمها للعمل..!

في هذا الاصدار البسيط وعبر الرسائل المتعددة أردتُ أن أجعل من خطوة التقاعد والإقدام عليها والتعايش معها ، فكرة طريفة لذيذة ومحببة ولا تحتاج منك سوى شيئين فقط :

أولاً – حرق العادات السابقة كلها جملةً وتفصيلاً بتغيير أفكارك الذاتية وقناعاتك الداخلية..
ثانياً – تغيير نمط حياتك اليومي السابق و روتينك المعتاد عليه..

وذلك عبر مجموعة من الأفكار المتنوعة التي سوف تضيف لك الشيء الكثير ، لو طبقتها بشكل جيد..
هل أنت مُستعد..؟
هيا بنا ، و أجعل شعارك:
(متقاعد ، لا تكلمني)..