مررتُ على الدِّيار أُعيد عهدًا

وأطلبُ وصلَ مَن أهوَى هناكَا

هُناك الرُّوح قد دُفِنَت بِسَفْحٍ

وَوَارَى تربُه طُهرًا ملاكًا

فَيَا غُصْنَ الأَرَاكِ سَقَاك غيثٌ

وَأَيْنَعَ منهُ زهرٌ في ثَرَاكَا

وَهَبَّتْ في سِمَاكِكَ عادياتٌ

تُثير المسكَ عَرْفًا في رُبَاكَا

أَتَاكَ الوجدُ منِّي في لهيبٍ

فَلَا أَدْرِي أَتَدْرى ما أَتَاكَا

أَشَرْتُ بمعصمِي أَبْغِي سلامًا

فليتَ إِلى الذِي أبغِي حِرَاكًا

أَشَحْتُ بناظرِي فِي كلِّ رُكْنٍ

فَصَمْتٌ ثمَّ صَمْتٌ قَد غَزَاكَا

وَلَمْ أَعْهَدْ بذاكَ النُّطق عِيًّا

ولكنْ قَد أَتَى خطبٌ دَهَاكَا

نزلتُ بداركِم ضيفًا غريبًا

فَمَا لِي لَا أَرَى فِيهَا قِرَاكَا

وَأُقْسِمُ بالذِي أَرْسَى شِدَادًا

بأنَّ الجُودَ طَبْعٌ مِن هُدَاكَا

فَكَم مِن عابرٍ أَرْخَى رحالًا

وَأَلْقَى ظَعْنَهُ لما رَآكَا

ولكنَّ المنَايَا جَارياتٌ

وَسَهْمُ الموتِ قَد أَلْقَى الشِّبَاكَا

ظَمِئْتُ لقَولكم عَذْبًا زُلَالًا

ودُون وُرودِه لحدٌ حَوَاكَا

أُنَاجِي طَيْفَكُم وَيَهِيمُ صَوْتِي

أُمَنِّي فِي الدُّجى رَجْعًا صَدَاكَا

أُسَائِلُكَ العَشِيَّة يومَ عيدٍ

أَتَرْعَى نجمَه لما غَشَاكَا

وَهَل لبريقِ حُلَّتِهِ تَهَادَى

عَلَى الأعْطَاف برقٌ مِن سَنَاكَا

وَهَل مِن عِطْرِه ريحًا سَكَبْتَ

وَهَل هَنَّأْتَ جَارًا قَد تَلَاكَا

وَهَل أَغْفَيْتَ تَرْمُق صُبْحَ عِيدٍ

وَقَدْ رُقِمَ السُّرورُ عَلَى شِفَاكَا

سُؤَالٌ بعدَه صَمْتٌ طَوِيلٌ

عَرَفْتُ جوابَه حتَّى كَفَاكَا

فَيَا بَدْرًا تَقَنَّعَ بالذَّوارِي

فَدَيْتُ التُّرْبَ طُرًّا فِي هَوَاكَا

وَيَا جَدَثًا تمنَّعَ عَن عِنَاقٍ

حَضَنْتُ الكَوْنَ فِي رَجْوٍ لِقَاكَا

بَكَيْتُ الدَّهْرَ في ذِكْرَى خَلِيلٍ

وَشَجْوُ الإِلْفِ يُبْكِي مَن تَبَاكَى

خَرَجْتُ مِن القُبُور أُرِيدُ عِيدًا

رَأَيْتُ العِيدَ أَمْسَى فِي حِمَاكَا